Last Updated on 03/04/2014
استضافت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد السيد ارنستو برام مستشار السياسة الاستراتيجية ومدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الهولندية .
والقى برام محاضرة بعنوان (القوة غير المتوازنة في الشرق الاوسط وعلاقتها بالجغرافية السياسية).
وتناولت المحاضرة مفهوم القوة التي ارتبطت بعلم السياسة، لاسيما عند العلماء التجريبيين المعاصرين، فقد ارتبط عندهم هذا العلم في مركز اهتماماتهم بالقوة، وذلك على أساس ما تبين لهم عنن طريق الملاحظة والتجريب من أن القوة وعلاقتها هي صلب علم السياسة. وقد عد الباحث القوة ظاهرة قديمة قدم المعرفة السياسية نفسها، والممارسات السياسية التي ترجع إلى بداية المجتمع البشري، على أن كلمة القوة قد استخدمت بالمعنى السياسي عام 1701، وذلك عندما احتدم الصراع السياسي وظهرت الدولة القوية في أوروبا، اذ إن نظريات القوة أو النظريات الواقعية فرضت نفسها على اتجاهات التحليل النظري لحقائق السياسة الدولية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، نتيجة تفاقم الصراعات الدولية واتجاه بعض القوى الكبرى إلى خلق مراكز قوة تستطيع بثقلها وتأثيرها أن تضع واقعاً دولياً، يلتقي مع مصالحها، ويحقق لها التفوق على خصومها.
اما تعبير التوازن فاشار اليه السيد ارنستو برام فهو من التعبيرات الدولية الأكثر انتشاراً واستخداماً، إلا أن المعنى الدقيق لهذا التعبير ظل غامضاً لعصور كثيرة، والمفهوم الشامل لتوازنات القوى أنها “الحالة التي تتعادل وتتكافأ عندها المقدرات البنائية والسلوكية والقيمية لدولة ما منفردة أو مجموعة من الدول المتحالفة مع غيرها من الوحدات السياسية المتنافسة معها، بحيث تضمن هذه الحالة للدولة أو لمجموعة الدول المتحالفة ردع أو مجابهة التهديدات الموجهة ضدها من دولة أخرى أو أكثر، وبما يمكنها أيضاً من التحرك السريع وحرية العمل في جميع المجالات للعودة إلى هذه الحالة عند حدوث أي خلل فيها بما يحقق الاستقرار”.
وأشار مدير دائرة الشرق الأوسط ان مصطلح التوازن في علم السياسة يجيء للإشارة إلى الحالة المستقرة على أسس عقلانية، فيكون النظام قائما على توازن السلطات، كإشارة إلى نظام لا يخضع لهيمنة سلطة واحدة، كما يستخدم مصطلح القوى السياسية المتوازنة إلى الحالة المستقرة التي لا تسيطر عليها قوى التطرف، واستعرض الباحث القوة والتوازن بين الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط وعلاقة هذا الاستقرار بالجغرافية السياسية على وفق المتغيرات الجديدة التي شهدها المجتمع الدولي عامة والشرق الأوسط خاصة .
وانتهت المحاضرة بفتح باب النقاش والمحاورة بين المحاضر وتدريسيي كلية العلوم السياسية وطلبتها، معبرا عن دهشته للمواكبة العلمية العالمية التي يتحلى بها تدريسيو الكلية والتي تعبر عن مكانة جامعة بغداد لتكون بمصاف الجامعات العالمية .